شاكر النعمة والحكيم
أن الله عز وجل انعم علينا نعما كثيرة ، ولم يزل ينعم على عباده النعم الكثيرة ، حتى يشكر العبد ربه علي هذه النعم ويحافظ عليها فإذا شكرنا النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها ، ومتى كفرت النعم زالت بعدم شكرنا وحمدنا وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (( ما أنعم الله على عبد نعمة , فعلم أنها من عند الله إلا كتب الله له شكرها قبل أن يحمده عليها )) ما كانت جدتى لتقول كل هذه الكلام -وهى من كانت تقول دائماً اكرموا الخبز - بدون ان تبسطه لنا في حكاية من حكاياتها الجميلة لنستفيد منها ونعمل بها كعادتنا معها رحمها الله
تحكى جدتى:-
انه كان هناك رجلاً أعطاه الله الخير الوفير فكان يتفق منه علي بيته واولاده وما يزيد ينفقه علي المحتاج وما من احد يطلب منه الا اعطاه اكثر مما يطلب وكان يقول دائماً ان الله سبحانه وتعالي اعطانا من اجل الانفاق في سبيله وهو يعلم سبحانه المصلح من المفسد وبعد وقت طويل اخذ الرجل يتعب من كثرة المال ففكر في حكيم يحكى عنه ،ذهب اليه وحكى له عن امره واخبره انه مثقل بهذا المال فطلب منه الحكيم ان ياكل خبر ناشف "غير طرئ" فستغرب الرجل ولكنه فعل مثل ما قال له الحكيم وعلي العكس زادت النعمة وفاضت اكثر من ذى قبل فذهب اليه مرة اخرى واخبره بما حدث فسأله كيف تأكل هذا الخبر فقال له لان الخبز ناشف فاخاف ان يسقط منه شئ علي الارض فأضع قطعة قماش مكان اكلي وااكل الخبر وما سقط من فتافيت علي قطعة القماش اجمعه في يدى وااكله واحمد الله علي ما رزق واعطى فقال له الحكيم علمت ان من يحافظ علي النعمة الله سبحانه وتعالي يزيد له في ماله ورزقه كله ومن لم يحافظ عليها زالت هذه النعمة منه وذهبت لمن يحافظ عليها ويصونها وعندم اخبرتك ان تأكل الخبز الناشف قلت ان فتافيت الخبز ستسقط علي الارض ويداس عليها وهذا من كفران النعمة وعليه فان الله سيزيل عنك نعمته فاحمد الله سبحانه وتعالي علي النعمة وعلي انه جعلك من الشاكرين الحامدين المحافظين علي النعمة
فجزاك الله خيرا جدتى وجعلنا الله من الحامدين الشاكرين المحافظين علي النعمة